يروي تاريخ الفن قصصا كثيرة عن فنانات وفنانين عاشوا مأساة بسبب فقد أحد أبنائهم، منهن شريفة فاضل، داليا البحيري، ايمن زيدان، ليلى غفران، فيروز، هاني شاكر، مديحة يسري ومحمد فوزي، زوزو نبيل، حسن حسني، رجاء حسين، حسن كامي وغيرهم.. وذلك اما في حادث او لمرض او حتى بسبب جريمة! تمكنّ بعض هؤلاء النجوم من متابعة المسيرة الفنية برغم الألم، بينما لم يقدر أخرون على تجاوز تلك المحنة العصيبة..

وتقول العديد من الأمهات اللاتي فقدن ابناءهن وبيناتهن، أن مناسبة عيد الأم التي توافق يوم 21 مارس آذار أي بعد أيام قليلة، تكون صعبة عليهن بعد أن كتب لهن القدر أن يودعن أبناءهن، هذا رغم أن تلك المأساة الحارقة حاضرة في أذهانهن دائما فلا يمكن لأم أو اب نسيان فلذة كبدهم. اليكم معلومات عن 10 فنانا وفنانة عاشوا مرارة فقد أبنائهم.

شريفة فاضل

ابن المطربة شريفة فاضل، الطيار سيد السيد بدير، توفي خلال فترة حرب الاستنزاف، فكانت الصدمة كبيرة على الأم المكلومة، التي تمالكت نفسها بعد فترة، وقررت عقب انتصار حرب أكتوبر أن تهدي إلى روحه أغنية، قدمتها بلسان كل أم شهيد. قدمت "شريفة" أغنية "أم البطل"، من كلمات نبيلة فؤاد وألحان علي إسماعيل، فحكت أنها في أثناء تسجيلها في الإذاعة، انهارت في البكاء فى الاستوديو، لكنها أصرت على استكمالها. الأغنية كانت تُطلَب من "شريفة" بكثرة في كل الحفلات التي تُحييها، وكانت تمر بنفس حالة التأثر حين تقدمها، حتى إنها في إحدى الحفلات أصيبت بنزيف فى الشرايين خلال غنائها، ليمنعها الأطباء من تقديمها، لكنها رفضت الاستماع إلى هذه التعليمات. وتقول مقدمة الأغنية: "ابنى حبيبى، يا نور عينى، بيضربوا بيك المثل، كل الحبايب بتهنينى، طبعا ما أنا أم البطل".

أيمن زيدان

فقد الفنان السوري القدير ايمن زيدان ابنه نوار بسبب مرض السرطان. وأصيب زيدان بنوبة حزن شديدة لم يتخلص منها بسهوله وما زالت عيناه تدمعان حين يتحدث عن ابنه الذي كان قد دخل عالم الفن قبل وفاته وشارك والده في بعض البرامج وقام بأدوار تمثيلية.

ليلى غفران

جريمة شنيعة حرمت الفنانة ليلى غفران من ابنتها هبة إبراهيم العقاد، الطالبة فى كلية الهندسة، إذ توفيت "هبة" في حادث سرقة استهدف منزلها فى منطقة الشيخ زايد، وقيل حينها إن "القاتل الحقيقي" ابن أحد كبار القيادات فى نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك. الخبر كان له وقع كبير على ليلى، التي لم تستطع تجاوزه، وأصيبت بالشلل لمدة 4 أشهر، وكانت تتنقل على كرسى متحرك. وتقول الآن أنها تعيش في عذاب منذ رحيل ابنتها، وتشتاق إليها طوال الوقت.

هاني شاكر

فقد نقيب الموسيقيين المطرب المصري هاني شاكر ابنته "دينا" بعد صراع مؤلم مع مرض السرطان. وتركت دينا وراءها طفلين طلب جدهما هاني ان يقوم هو بتربيتهما بعد رحيل أمهما.

داليا البحيري

ومن الفنانات أيضا اللاتي عشن تلك المأساة، داليا البحيري، فقد ماتت ابنتها خديجة، وكانت لم تتم عامها الأول بعدُ؛ بسبب إصابتها بمرض نادر، وقالت "داليا" فى تصريحات صحفية، إن هذه الفاجعة هي الأعظم في حياتها، وزلزلتها نفسيا.

فيروز

أنجبت فيروز 4 مرات من زوجها الموسيقار الراحل عاصي الرحباني: زياد (من مواليد 1956)، هلي (من مواليد 1958 وهو معاق)، الراحلة ليال (من مواليد 1960) وريما (من مواليد 1965) . وقد فقدت فيروز ابنتها ليال في عام 1988 وعمرها لا يتجاوز الـ2 8 عاما بجلطة دماغية، لتضاف إلى سلسلة الأحزان التي رافقتها منذ ولادة ابنها هلي وهو يعاني من وضع صحي دقيق، إذ أنّه من ذوي الاحتياجات الخاصّة، وقد كرّست حياتها للاهتمام به ورفضت إدخاله إلى مركز خاص.

حسن حسني

فقد الفنان المصري القدير حسن حسني ابنته فاطمة بعد صراع ومعاناة طويلة مع مرض السرطان. وأثر عليه فقدانها كثيرا.

زوزو نبيل

فقدت أيضا الفنانة الكبيرة زوزو نبيل ابنها الوحيد "نبيل" الضابط بالقوات المسلحة في حرب 1973، ورغم أحزانها الكبيرة، وجدت في أبنائه الثلاثة ما يواسيها على فقده. "زوزو" جسدت بعد ذلك دور الأم في الكثير من الأعمال، وكان أداؤها صادقًا للغاية.

رجاء حسين

أما الفنانة رجاء حسين فقد توفي ابنها العقيد بالقوات المسلحة، كريم سيف عبد الرحمن، إثر إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية في أثناء قيادة سيارته. "كان كل حياتي" هكذا قالت "رجاء" في أحد لقاءاتها التليفزيونية، ووصفت كيف كان الفقيد بارا بها، ثم نعت كل الشهداء من أبناء القوات المسلحة، الذين رحلوا من أجل أن يحموا تراب الوطن.

حسن كامي

فقد الفنان حسن كامي ابنه شريف عن عمر 18 عاما فقط بسبب حادث سير مروع. وأصيب الفنان بعدها بحالة حزن شديدة واحباط وفقد صوته لمدة عام كامل مما أدى به الى الاعتزال ثم عاد بعد فترة الى الفن.

مديحة يسرى ومحمد فوزي

ارتبطت الفنانة مديحة يسري بالفنان الراحل محمد فوزي لمدة عشر سنوات، وأنجبت منه ابنها الوحيد "عمرو"، وكانت حريصة على تعليمه الرياضة ليحافظ على صحته، لكنه فارقهما وهو ابن الـ26 عاما إثر حادث أليم. قالت عنه مديحة فى أحد حواراتها: "لطالما حذرته من القيادة بسرعة زائدة، لكن القدر قال كلمته، فتوفي في حادث سيارة وسبّب لي ألما اعتزلت بسببه عن العالم لأكثر من عام، كرست فيه حياتي للصلوات والدعاء وقراءة القرآن له، لكن الأصدقاء تمكنوا من مساعدتي على اجتياز المحنة والخروج إلى المجتمع من جديد".